تأسس نادي الرجاء الرياضي في 20 مارس 1949، ليتحول إلى رمز أصيل للمقاومة والهوية الوطنية المغربية. يزخر سجل النادي بإنجازات استثنائية: 13 لقباً للبطولة الوطنية، 9 ألقاب لكأس العرش، 3 ألقاب لدوري أبطال أفريقيا، بالإضافة إلى كأس السوبر الأفريقي وكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال. هذا الإرث الثري رسخ مكانة الرجاء كصرح رياضي بارز في المشهد الكروي المغربي والقاري.

يتميز الرجاء بقاعدة جماهيرية استثنائية تُعد من أكثر الجماهير حماساً ووفاءً في القارة الأفريقية، تمتد عبر القارات من خلال "الدياسبورا الرجاوية" النشطة. تتجاوز هذه القاعدة 10 ملايين مشجع حول العالم، مشكلة ثروة حقيقية لم تُستثمر بعد بالشكل الأمثل. تشير التقديرات إلى وجود أكثر من مليوني مشجع نشط يمكن تحويلهم إلى منخرطين فاعلين ومساهمين أساسيين في بناء مستقبل النادي المشرق.

يعاني النادي من نقص حاد في المنشآت الرياضية الخاصة به، معتمداً بشكل كلي على مرافق مستأجرة أو تابعة للدولة. غياب مركز تدريب متكامل يضم منشآت حديثة للفريق الأول والفئات العمرية يشكل عائقاً حقيقياً أمام تطوير المواهب وتحقيق الاستقرار الفني. تستدعي أكاديمية النادي إعادة هيكلة جذرية وشاملة وفق أرقى المعايير العالمية لتصبح مصنعاً حقيقياً للمواهب.

يرزح النادي تحت وطأة عجز مالي مزمن، يتجلى في انخفاض مقلق للإيرادات مقابل تصاعد مستمر للنفقات. تبلغ ميزانية النادي السنوية حوالي 80 مليون درهم، وهي متواضعة جداً مقارنة بأندية القمة الإفريقية والعربية المنافسة. يعتمد النادي بشكل مفرط على الدعم الحكومي وعائدات انتقالات اللاعبين، في ظل غياب واضح لمصادر دخل متنوعة ومستدامة تضمن استقلاليته المالية على المدى البعيد.

رغم إرثه التاريخي العريق، يواجه الرجاء فجوة تنافسية متنامية محلياً وقارياً. اتسعت الهوة بشكل ملحوظ بين النادي وأندية شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي ضخت استثمارات ضخمة في البنية التحتية وأنظمة الاحتراف. تراجع تصنيف النادي القاري بشكل مقلق خلال السنوات الأخيرة، مما يستدعي استراتيجية شاملة ومتكاملة لاستعادة بريقه ومكانته التاريخية وتعزيز قدرته التنافسية على جميع الأصعدة.